زينب إسماعيل تكتب: نفسك ونفوس البشر     

أحوالنا بقلم زينب إسماعيل
أحوالنا بقلم زينب إسماعيل

قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) يالها من آية برهنت لي الأيام والتجارب صدقها ، نفسك قد تدلك على الطاعة لتقودك إلى المعصية, وتبدي لك الخير والنصيحة, وتبطن الشر والخديعة, تظهر لك أخطاء غيرك وتدفن عيوبك, قد تثق بها زماناً, فتخذلك في أحوج ما تكون إليها, وقد تجمع بين هذا كله في ساعة واحدة وتأمرك بالسوء, فإن وقَعْتَ لامتك على فعلتك, فإن ندمت وتبت اطمأنت .  واحيانا النفس  تحب صاحبها - فتراه ملكا، ثم تكرهه فتُبصره شيطانا ، وما كان ملكاً ولا شيطانا، وما تبدّل! ولكن تبدلت (حالة نفسك) وتكون في مسرة ، فَترى الدنيا ضاحكة ، ثم تراها وأنت في حزن  فتراها باكية و ما ضحكت الدنيا قطّ ولا بكت! ولكن كنت أنت: (الضاحك الباكي) .. وما ادراك بالناس  ونفوسهم مهما فعلت وأصبت  99 مرة ، وأخطأت مرة واحدة، لعاتبوك بالواحدة وتركوا الـ 99، هؤلاء هم " البشر" ! هذه نفسي ونفسك العجيبة ! وتدبر معي نفس الموقف عند الله لو أخطأت 99 مرة  وأصبت مرة لغفر الله ، ال 99 وقبل  الواحدة .. ذاك هو" الله " .. فما بالنا نلهث وراء البشر ونبتعد عن الله !!!

العجيب هذه الأيام أن كلماتنا مع البشرأصبحت حـروفا تحتاج إلى ترجمان يفسرها ، ننطقها بـ براءه وغيرنا يفهمها بـ خبث !!  وخير من عرف أسرار هذه النفس نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, فنراه دائم اللجوء إلى مولاه, يستعيذ به من شرّها ، وكثيراً ما كان يسأل ربه أن لا يكله إليها ويقول: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله, ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين .. كلمات داعبت خاطري عجزت عن مقاومتها  وفي كل يوم  يزداد ايماني بها بعد أن تفشت الخلافات في كل مكان بسبب النفس الأمارة بالسوء ! وكأنها مسابقة جائزتها القطيعة  بين الناس وبعضها ، وقد تصل الي قطيعة الرحم التي قال فيها الله تعالي : ( أنا الله وأنا الرحمن ، خلقت الرَّحِم ، وشققت لها من اسمي ، فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها بتَتُّه ) أي قطعته .. هناك حكمة تقول "رضا الناس غاية لا تدرك" يتناقلها الناس مبتورة ، وتكملتها "ورضا الله غاية لا تترك"،   فاترك ما لا يدرك ، وأدرك ما لا يترك". اللهم انا نعوذ بك من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا.. لا يلزم أن تكون وسيما ،  لتكون جميلا ، ولا مداحا لتكون محبوبا ، ولا غنيا لتكون سعيدا ، يكفي أن ترضي ربك، وهو سيجعلك عند الناس ، جميلا ومحبوبا وسعيدا ووسيما أيضا .